بعد ظلام سنوات من الحكم الاستبدادي نجحت الثورة السورية في إسقاط نظام القمع، ومع سقوط الأسد عادت الحياة تخفق في قلوبنا، نحن الأطباء وسائر العاملين في المجال الطبي والصحي لنبدأ البحث عن حاضنة توجه طاقاتنا. ومع تلاقح عشرات الأفكار برزت الحاجة إلى إنشاء كيان قوي، يعكس قوة إرادتنا في إعادة بناء وطننا الجريح.
كان الحافز الأساسي وراء نشوء الفكرة هو الرغبة الشديدة في مساعدة الداخل السوري على النهوض فيما يخص النظام الصحي الذي يعاني من عقابيل سنين طويلة من الإهمال والفساد مما أدى إلى اقترابه من الانهيار.
لعب ازدياد عدد الأطباء والصيادلة السوريين في ألمانيا دوراً مهماً في تعزيز أهمية نشوء كيان تمثيلي لهذه الفئة التي تتعاظم إمكانياتها عددياً ونوعياً
صوت من هنا، وآخر من هناك، تتالت اللقاءات وتعاقبت الاجتماعات، بين شابات وشبان من مختلف العاملين الصحيين، بدأت بعيد سقوط النظام السابق، أي في كانون الأول 2024، وتلاحقت في الأسابيع الأولى من عام 2025 بشكل متسارع، لتولد بعد تحضير دقيق واحترافي جمعيتنا الرائعة، الجمعية الطبية السورية الألمانية، بداية كبرعم صغير، من لجنة تنسيقية، تعمل ليل نهار، وتعرف أن ليس من حقها خطف الفكرة، إنما تتابع العناية بالغرسة كلجنة تأسيسية منسقة، تتعاون مع عدد من اللجان المختلفة المهارات، والتي تعمل بتنسيق وتعاضد لبناء هذا الكيان الواعد.